رحلةٌ في دهاليز العقل: مقال عن متلازمة ستوكهولم
تُعدّ متلازمة ستوكهولم ظاهرةً نفسيةً غريبةً تُصيبُ بعضَ الأشخاصِ الذين يُتعرّضونَ للاحتجازِ أو الاختطافِ من قبلِ شخصٍ أو مجموعةٍ من الأشخاصِ، ويُصبحُ الضحيةُ خلالَ هذهِ التجربةِ متعاطفًا معَ خاطفيهِ، ويُبرّرُ أفعالهم، ويُصبحُ مُخلصًا لهم. في هذا المقال، سنُسلّط الضوءَ على مفهومِ متلازمة ستوكهولم، وسنُناقشُ أسبابها وأعراضها، ونُقدّمُ بعضَ المعلوماتِ المُهمّةِ حولَ هذهِ الظاهرةِ الغريبةِ.
ما هي متلازمة ستوكهولم؟
هي حالةٌ نفسيةٌ تُصيبُ بعضَ الأشخاصِ الذين يُتعرّضونَ للاحتجازِ أو الاختطافِ من قبلِ شخصٍ أو مجموعةٍ من الأشخاصِ، يُصبحُ الضحيةُ خلالَ هذهِ التجربةِ متعاطفًا معَ خاطفيهِ، ويُبرّرُ أفعالهم، ويُصبحُ مُخلصًا لهم، ويُعتقدُ بعضُ علماءِ النفسِ أنّ هذهَ الظاهرةَ هي آليةُ دفاعٍ نفسيةٍ تُساعدُ الضحيةَ على التأقلمِ معَ الوضعِ الصعبِ الذي يُوجدُ فيهِ.
أسباب متلازمة ستوكهولم
- الشعورُ بالخوفِ والقلقِ: يُصبحُ الضحيةُ خائفًا على حياتهِ، ممّا قد يدفعهُ إلى التعاطفِ معَ خاطفيهِ في محاولةٍ لتهدئتهم.
- الشعورُ بالعجزِ والإحباطِ: قد يشعرُ الضحيةُ بالعجزِ والإحباطِ لعدمِ قدرتهِ على الهروبِ من الوضعِ، ممّا قد يدفعهُ إلى التكيّفِ معَ الواقعِ الجديدِ والتعاطفِ معَ خاطفيهِ.
- الشعورُ بالامتنانِ: قد يشعرُ الضحيةُ بالامتنانِ لخاطفيهِ لأنّهم لم يُؤذوهُ جسديًّا، ممّا قد يدفعهُ إلى التعاطفِ معهم.
- الشعورُ بالوحدةِ: قد يشعرُ الضحيةُ بالوحدةِ والعزلةِ، ممّا قد يدفعهُ إلى التعلّقِ بخاطفيهِ والبحثِ عن الراحةِ والدعمِ من خلالهم.
أعراض متلازمة ستوكهولم
- الشعورُ بالتعاطفِ معَ خاطفيهِ: يُصبحُ الضحيةُ متعاطفًا معَ خاطفيهِ، ويُبرّرُ أفعالهم، ويُصبحُ مُخلصًا لهم.
- الشعورُ بالخوفِ من الهروبِ: قد يشعرُ الضحيةُ بالخوفِ من الهروبِ من خاطفيهِ، خوفًا من أن يُؤذوهُ أو يُقتلهُ.
- الشعورُ بالذنبِ: قد يشعرُ الضحيةُ بالذنبِ لأنّهُ يُفكّرُ في الهروبِ من خاطفيهِ أو لأنّهُ لا يُشاركهم نفسَ المشاعرِ.
- الشعورُ بالوحدةِ والعزلةِ: قد يشعرُ الضحيةُ بالوحدةِ والعزلةِ، ممّا قد يدفعهُ إلى التعلّقِ بخاطفيهِ والبحثِ عن الراحةِ والدعمِ من خلالهم.
- الاعتقادُ بأنّ خاطفيهِ هم أصدقاؤهُ: قد يُصبحُ الضحيةُ مُقتنعًا بأنّ خاطفيهِ هم أصدقاؤهُ، وأنّهم يُريدونَ مساعدتهُ.
- العلاجُ النفسيّ: يُعدّ العلاجُ النفسيّ أهمّ خطوةٍ في علاجِ متلازمة ستوكهولم. يمكن للمعالجِ أن يُساعدَ الضحيةَ على فهمِ مشاعرهِ وأفكارهِ، وأن يُعلّمهُ آلياتِ التأقلمِ الصحيّةِ.
- الدعم الاجتماعي: قد يكون للدعم الاجتماعي دور مهم في مساعدة الضحية على التعافي من متلازمة ستوكهولم. يمكن للأصدقاء والعائلة تقديم الدعم العاطفي والمساعدة للضحية للعودة إلى الحياة الطبيعية.
- المجموعات الداعمة: قد يستفيد الضحية من الانخراط في مجموعات دعم خاصة بضحايا الاختطاف أو الاحتجاز، حيث يمكنه مشاركة تجربته مع أشخاص آخرين مروا بتجارب مماثلة.
ملاحظات هامة:
- لم يتمّ بعدُ تصنيف متلازمة ستوكهولم رسميًا على أنها اضطراب نفسي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
- يعتقد بعض الباحثين أن استخدام مصطلح “متلازمة” قد يكون مبالغًا فيه، حيثُ إنّ التعاطف مع الخاطفين قد يكون سلوكًا مؤقتًا وليس اضطرابا نفسيًا دائمًا.
- من المهم التمييز بين متلازمة ستوكهولم وبين استراتيجيات التكيف الأخرى التي يستخدمها الضحايا للبقاء على قيد الحياة، مثل إطاعة الخاطفين أو محاولة كسب ثقتهم.
في النهاية تُعدّ متلازمة ستوكهولم ظاهرةً نفسيةً غريبةً ومُعقدّةً، وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهمها بشكل أفضل، إلّا أنّ فهم هذه الظاهرة يُعدّ أمرًا مهمًا لمساعدة ضحايا الاختطاف والاحتجاز على التعافي من تجاربهم المؤلمة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.