سوق الهواتف الذكية العالمي يتراجع بنحو 7% في الربع الأول وسط قيود الامدادات
شهد سوق الهواتف الذكية العالمي تراجعًا بنحو 7% على أساس سنوي و 12% على أساس فصلي لتصل إلى 328 مليون وحدة خلال الربع الأول في عام 2022، وسجلت هواتف سامسونج تراجعًا بنحو 3% على أساس سنوي لكنها كانت من بين العلامات التجارية الخمسة الأولى للهواتف الذكية التي سجلت نمو ربع سنوي، وارتفعت الحصة السوقية لشركة سامسونج من 19% في الربع الأخير لعام 2021 لتصل إلى 23%، وبهذا احتلت سامسونج المركز الأول من آبل في الربع الأول لعام 2022.
تراجعت شحنات آبل بنسبة 1% على أساس سنوي لتصل إلى 59 مليون وحدة في الربع الأول، لتتراجع على أساس فصلي متوقع بنسبة 28%، فيما استمرت معاناة شركات شاومي وأوبو وفيفو مما تسبب في تراجع ربع فصلي وسنوي في الشحنات الخاصة بهم.
لماذا تراجع سوق الهواتف الذكية في الربع الأول من عام 2022؟
تراجع سوق الهواتف الذكية العالمي بنحو 7% على أساس سنوي، حيث تم شحن حوالي 328 مليون وحدة خلال الربع الأول من عام 2022، يعاذ هذا الانخفاض إلى العجز المستمر في الامدادات، بالإضافة إلى تجدد انتشار فيروس كورونا في الصين مما أدي إلى اتخاذ اجراءات اغلاق صارمة، في الوقت الذي بدأت الحرب الروسية الأوكرانية مما تسبب في تزايد المخاطر الجيوسياسية، وتسبب ذلك في تراجع سوق الهواتف الذكية خلال الأشهر الثلاثة الأولي من العام بنحو 12%.
كان كبار مصنعي الهواتف الصينيين مثل شاومي وأوبو وفيفو يعاني بأزمة الامدادات أكثر مقارنة بشركة سامسونج والتي يبدو أنها تمكنت من التغلب على هذه الأزمة التي أثرت على إمداداتها في العام الماضي، كما يتضح من النمو الأعلى من المتوقع في منتجاتها.
وبالتالي، ارتفع سهم شركة سامسونج بعد ان استعادت الشركة المركز الأول من آبل التي برزت كأكبر بائع للهواتف الذكية على مستوى العالم في الربع الرابع من عام 2021 بفضل أحدث سلسلة ايفون 13.
ما هي الدولة التي تمتلك أعلى حصة سوقية للهواتف الذكية على مستوى العالم؟
مع حصتها التي تبلغ حوالي 22.5% من شحنات الهواتف الذكية العالمية في الربع الأول من عام 2022 تظل الصين أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، ولكن يمثل ذلك انخفاضًا من حوالي 25.6% في الربع الأول من عام 2021، حيث نما الاقتصاد الصيني بشكل أبطأ من المتوقع بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بجائحة كوفيد 19 وتراجع أحجام الشحن بأكثر من 19% على أساس سنوي.
برزت شركة HONOR كأكبر لاعب للهواتف الذكية في الصين، حيث تزاحم شركة أوبو وفيفو في ترتيبها، وتخطت إلى المركز الذي كانت تشغله سابقًا هواوي والتي انفصلت عنها مؤخرًا، على الرغم من أن فيفو لم تنجح في استعادة المركز الأول بسبب صعود HONOR في الوقت الذي تواجه فيه نفسها نقصًا في الامداد، إلا أنها تعافت إلى حد ما بفضل سلسلة S12 المتوسطة التي تم إطلاقها حديثًا والتي تحظى بشعبية لدى العملاء الأصغر سنًا وبأسعار معقولة، السلسلة أظهرت أداءً قويًا في الربع الأول.
شاومي وأوبو وفيفو تُخفض طلبات شراء الهواتف الذكية بنسبة 20%
أفادت أخبار أن كبار صانعي الهواتف الذكية في الصين طلبوا من الموردين تقليص الطلبات للربع القادم بحوالي 20% عن الخطط السابقة بعد إغلاق كوفيد 19 الذي استمر لمدة شهر والذي أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد وضرب ثقة المستهلك.
قالت مصادر مطلعة على الأمر إن شاومي أكبر صانع للهواتف الذكية في الصين وثالث أكبر شركة على مستوى العالم أبلغت الموردين أنها ستخفض توقعاتها للعام بأكمله إلى حوالي 160- 180 مليون وحدة من هدفها السابق البالغ 200 مليون، وقد شحنت شاومي نحو 191 مليون هاتف ذكي في العام الماضي وتهدف الشركة إلى أن تصبح صانع الهواتف الذكية الرائد في العالم، يمكن للشركة تعديل طلباتها مرة أخرى مع استمرارها في مراقبة حالة سلسلة التوريد وطلب المستهلكين في سوقها المحلية.
كما قامت شركتا فيفو وأوبو بتخفيض الطلبات لهذا الربع والربع الذي يليه بنحو 20% في محاولة لهضم المخزونات الزائدة التي تملأ قنوات البيع بالتجزئة حاليًا، وفقًا لما قاله الموردون، وقالت تلك المصادر إن فيفو نبهت بعض الموردين إلى أنها لن تقوم بتحديث المواصفات لبعض المكونات الرئيسية التي تدخل في بعض طرز الهواتف الذكية متوسطة المدى هذا العام، مشيرة إلى الجهود المبذولة لخفض التكاليف وسط مخاوف من التضخم وتضاؤل الطلب.
تشكل هذه النظرة القاتمة تناقضًا صارخًا مع بداية عام 2022، عندما توقع معظم صانعي الهواتف الذكية حدوث انتعاش في حقبة ما بعد كوفيد وتحسن إمدادات المكونات.
توقعات الإنتاج لصانعي الهواتف الذكية الأقل تعرضًا لسوق الصين مثل سامسونج لم تتغير نسبيًا على الرغم من أنهم يواجهون تحديات من التضخم الذي يلوح في الأفق وحرب أوكرانيا، وفقًا لمصادر متعددة على دراية بالموضوع، قالوا إن العملاق الكوري الجنوبي يأمل في شحن أكثر من 270 مليون وحدة هذا العام، وهو ما سيكون نموًا طفيفًا عن العام الماضي.
وقد أخبرت شركة جوجل التي كشفت مؤخرًا عن هاتفها الجديد Pixel 6A وألمحت أنها ستطلق سلسلة Pixel 7 الرائدة في الخريف، الموردين أنها تخطط لتصنيع أكثر من 10 ملايين وحدة هذا العام، أي أكثر من ضعف شحناتها في عام 2021.
قالت مصادر إن HONOR الصينية لم تعدل طلباتها من 70 مليون إلى 80 مليون وحدة لهذا العام، بعدما استعادت شركة تصنيع الهواتف الذكية مؤخرًا حصتها في السوق المحلية وتقدم محاولة قوية للتوسع في الخارج في عام 2022.
وقد استفادت كل من شاومي وأوبو وفيفو من الحملة الأمريكية على هواوي والتي كلفت الشركة العملاقة للهواتف الذكية حصتها السوقية في الداخل والخارج، حيث صعدت شاومي إلى المرتبة الثالثة عالمياً في صناعة الهواتف الذكية للمرة الأولى العام الماضي بحصة سوقية بلغت 14.1% مقارنة بـ 9.2% في عام 2019، وفي الربع الثاني من العام الماضي تفوقت على شركة آبل لتصبح ثاني صانع للهواتف الذكية في العالم.
ولكن يبدو أن الرياح الخلفية آخذة في التلاشي، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام شهدت شركة شاومس (رغم أنها لا تزال تحتل المرتبة الثالثة في العالم) انخفاضًا في شحناتها بنسبة 18% على مدار العام، وتراجعت شحنات أوبو وفيفو بنسبة 27% و 28% على التوالي على أساس سنوي، في سوقها المحلي انخفض شاومي من المركز الثالث إلى الخامس في الربع الأول.
حذرت شركة تصنيع أشباه الموصلات الصينية وهي كبرى شركات صناعة الرقائق في الصين من مزيد من المشاكل في المستقبل وتوقعت انخفاض الشحنات العالمية للهواتف الذكية بنحو 200 مليون وحدة هذا العام بسبب إغلاق كوفيد وحرب أوكرانيا.
وخفضت شركة آبل بالفعل طلبات شراء هاتف ايفون SE بميزانية قدرها 2 مليون وحدة وخفضتها بمليونين آخرين بعد الإغلاق في شنغهاي وحولها، تعمل مجمعات أجهزة ماك بوك وايفون واي باد الرئيسية في الصين على استئناف الإنتاج تدريجيًا فقط.
أما شركة سامسونج التي تقع سلسلة إمدادها للهواتف الذكية بشكل أساسي في كوريا الجنوبية وفيتنام فقد تأثرت بشكل أقل بعمليات الإغلاق في الصين، فحصتها السوقية في الصين أقل من 1% مما يجعلها أقل عرضة لتباطؤ الطلب في السوق الصينية.
قال مسؤول تنفيذي لدى أحد موردي سامسونج وشاومي وHonor: “إذا قلنا أن الحرب والتضخم وعمليات الإغلاق في الصين هي أكبر ثلاثة عوامل تؤثر على صناعة الهواتف الذكية هذا العام، فإن سامسونج لديها عاملين فقط مقارنة باللاعبين الآخرين”، وفي إشارة إلى التضخم و الحرب.
تأتي معظم فترات التباطؤ من الصين الآن، في حين أن الطلب لا يزال يبدو جيدًا بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، ولكن مع بدء شنغهاي في إعادة فتح أبوابها من المرجح أن يتعافي الطلب قليلاً.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.